المديرة Admin
المساهمات : 338 تاريخ التسجيل : 14/11/2010 العمر : 27
| موضوع: البكاء يقربك الى الله الإثنين نوفمبر 15, 2010 11:10 am | |
| للبكاءوالدموع التى تذرفها العين مكانة عظيمة عند الله تعالى وهو شأن الصالحينوحال المتقين فكانوا بكائين وعيونهم تذرف الدموع خوفاً من الله تعالى،فمراقبة الله تعالى توجب خشيته وخشيته توجب البكاء ، وإن من أسباب الفلاحوالنجاح في أمور الدين والدنيا أن يصارح الإنسان نفسه ولا يلتمس لهاالأعذار حتى لا يفاجئه الموت ثم يندم وحينها لا ينفع الندم. وفضل البكاء من خشية الله عظيمفقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: (سبعة يظلهم الله في ظلهيوم لا ظل الا ظله وذكر منهم:رجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه)، ويحدثناالدكتور محروس عبد الجواد أستاذ الحديث بجامعة الازهر قائلاً: كان رسولالله صلى الله عليه وسلم اتقى الناس لله واشدهم خشية فهو القائل :"انىاخشاكم لله واتقاكم له" وكان عليه الصلاة والسلام بكاء فى المواقف التىتؤثر فى النفس وهذا ليس مظهراً من مظاهر الضعف بل علامة على صدق الاحساسوقوة العاطفة فقد بكى النبى عندما استشهد جعفر بن ابى طالب فى غزوة مؤتةفذهب الى بيته ودعا ابناءه ومسح على ظهورهم ، وهاهى الدموع تذرف على خدالنبى صلى الله عليه وسلم عندما كان يقف بين يدى مولاه يناجيه حيث يصف احدالصحابة ذلك المشهد فيقول "رأيت رسول الله وفى صدره أزير كأزير المرجل منالبكاء ، وأيضاً كان رسول الله يدعونا الى قراءة القرآن والبكاء عندتلاوته "اقرأوا القرآن وابكوا ، فإن لم تبكوا فتباكوا".وقد بكى النبى خوفا على أمتهعندما قرأ "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك انت العزيز الحكيم"ثم رفع يديه ودعا "اللهم أمتى أمتى" ثم بكا بكاءً شديداً ، فإن العينالتى تبكى من خشية الله تعالى رغبة ورهبة لا تلج بعيدة كل البعد عن عذابالله وأنها تتساوى بذلك مع العين التى باتت تحرس فى سبيل الله قال رسولالله "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيلالله ".ويقول الدكتور سالم عبد الجليلوكيل أول بوزارة الأوقاف : سؤال يجول في داخل كثير من المقصرين ونحن جميعامقصرون نسأل الله أن يعفو عنا عندما نسمع آيات القرآن تتلى أو أحاديثالرسول صلى الله عليه وسلم أو أخبار السلف الصالح نجد كثيرا من الناس ممنرقت قلوبهم يبكون فلماذا هم يبكون ولا أبكي؟أحاول أن اخشع وابكي فلااستطيع، السبب أخي أختي بينه الله تعالى في قوله تعالى: (كلا بل ران علىقلوبهم ما كانوا يكسبون).المطففين، أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخيروازدادت في الغفله.فهذا هو السبب الحقيقي في قلة البكاء من خشية الله تعالى، ما الذي جعل هولاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟.أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلواالآخره نصب أعينهم في حال سرهم وجهرهم عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم أمانحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا.اعلم أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء لا تأتي ولا تستمر إلا بلزوم ما يلي والاستمرار عليه: التوبةإلى الله والاستغفار بالقلب واللسان حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قدامتلأ قلبه حياء من ربه العظيم الحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقهللتوبه، ترك المعاصي والحذر كل الحذر منها صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنهافهي الداء العضال الذي يحجب القلب عن القرب من الله وهي التي تظلم القلبوتأتي بالضيق ، التقرب لله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكاروخيرات.دائماً تذكر الآخرة والعجب كلالعجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا ستنتهي وان المستقبل الحقيقي هوالاخره ولكننا مع هذا لا نعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم.قال تعالى: ( مَّن كَانَ يُرِيدُالْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّجَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْأَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَكَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً )الاسراء. ويقول الدكتور مبروك عطية منعلماء الأزهر: على كل مسلم أن يعلم أن الطاعة توجب القرب من الله سبحانهوتعالى وكلما ازداد القرب من الله قوي الأنس به والعكس صحيح فالمعصية توجبالبعد عن الله سبحانه وتعالى وكلما ازداد البعد عن الله قويت الوحشةولنسأل أنفسنا لماذا نشعر بقسوة ووحشة في قلوبنا؟لماذا نشعر أننا بعيدينعن الله عز وجل؟لماذا لا نستشعر حلاوة الإيمان؟ لماذا جفت أعيننا عن البكاء من خشية الله؟لماذا تمر علينا العبر والعظات وعيوننا جامدة كأننا جمادات وأحجار؟وللإجابة على هذه الأسئلة أقولأننا حرمنا أنفسنا من عبادة حُرم منها الكثيرون بل وغفل عنها الكثيرون إلامن رحم الله ، هى عبادة لو علم الخلق فضلها لما كان حالهم كما نرى إنهاعبادة البكاء من خشية الله عز وجل وما أعظمها من عبادة .وقد مدح الله تعالى البكائين منخشيته، وأشاد بهم في كتابه الكريم: {قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَتُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَايُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا * وَيَقُولُونَسُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً *وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعً}،وذكر العلماءأن للبكاء أنواعا ومن هؤلاء الإمام ابن القيم رحمه الله : (بكاء الخوف والخشية. بكاء الرحمة والرقة. بكاء المحبة والشوق بكاء الفرح والسرور بكاء الجزع من ورود الألم وعدم احتماله. بكاء الحزن بكاء الخور والضعف. بكاء النفاق وهو: أن تدمع العين والقلب قاس).إن البكاء من خشية الله له فضلعظيم ، فقد ذكر الله تعالى بعض أنبيائه وأثنى عليهم ثم عقب بقوله عنهم:{إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُ الرَّحْمَن خَرُّوا سُجَّدًاوَبُكِيًّا} ، وقال تعالى عن أهل الجنة: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىبَعْضٍ يَتَسَاءلُونَ * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَامُشْفِقِينَ * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُومِ *إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيمُ}.أما رسول الله صلى الله عليه وسلمفقد قال: (لا يلج النار رجل بكى من خشية الله حتى يعود اللبن في الضرع)،وقال: (سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ في ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إلاظلُّهُ...) وفي آخره: (ورَجُلٌ ذَكَرَ اللَّه خالِياً فَفَاضَتْعَيْنَاهُ)، وقال (عينان لا تمسهما النار، عين بكت من خشية الله، وعينباتت تحرس في سبيل الله).
| |
|